أسطورة الميجابيكسل
10 ميغابيكسل؟ مليون؟ لست بحاجة إلى كل هذا الترف! ستلاحظ غالبا أن الشركات المصنّعة للكاميرات الرقمية تسعى لإبراز عدد الميغابيكسل (Megapixels) سواء على الكاميرا أو على علبتها، و ستجدها أحيانا مختصرة بحرفي MP. لا تنخدع. آخر ما يجب النظر إليه في الكاميرا هو الميغابيكسل. أقول هذا بإعتبار نفسي و إياكم من “طبقة الهواة” في عالم التصوير الرقمي، و إن كنت لست ضد مبدأ حشو الكاميرات بالمزيد من الميغابيكسلز!
مفهوم الميغابيكسل لكي نزيل الغموض، سنقوم بتجربة معا. إحصل على أي هاتف موبايل (جوال) يحتوي على كاميرا بمستوى 3 ميغابيكسل مثلا. إلتقط صورة. ثم إحصل على كاميرا رقمية بمستوى 3 ميغابيكسل. إلتقط صورة. المقارنة بين الصورتين ستبين لنا التالي:
1- صورة الكاميرا قياسها (أي أبعادها) متساوي مع قياس صورة الموبايل.
2- جودة صورة الكاميرا أفضل من جودة صورة الموبايل.
نستنتج: عدد الميغابيكسل في الكاميرات الرقمية لا علاقة مباشرة له بجودة الصور، إنما وظيفته تحديد قياس (طول x عرض) الصور. و ينطوي تحت ذلك تفاصيل أتركها لوقتها المناسب.
إستطراد: كنت أنوي عرض تجربة حيّة كهذه، لكنني وجدت أن النتيجة قد تختلف بشكل كبير بين موبايل و آخر، و من كاميرا لأخرى.
الميغابيكسل و قياسات الصور بما أننا نتكلم عن وحدة قياس و ليس عن معيار للجودة، فإنك في معظم الأحيان لن تحتاج لأكثر من 3 ميغابيكسل لكي تلتقط صورا تسد الرمق و حبة مسك زيادة! لا تفرح كثيرا عندما يأتيك صديقك مبتهجا يقول “إشتريت لك هدية: كاميرا بمستوى 10 ميغابيكلس!” حسنا هذا يعني بالنسبة لي أن الكاميرا “وزنها” زائد و تحتاج إلى رجيم! و يعني ذلك أن الصور التي ستلتقطها ستكون بعرض 3872 pixel و بطول 2592 pixel، تقول ما معنى هذا؟ هكذا قياسات تعني أن الصور ستكون أكبر بحوالي ثماني مرات من الصور التوضيحية التي أضعها في تدويناتي، كالصورة التالية و التي تجد فيها جدول بأعداد الميغابيكسل و ما يوازيها من قياسات للصور بالبيكسل (pixel).
لمعرفة أبعاد الصور التي تظهر لك في المواقع، إضغط بيمين الفأرة على الصورة التي في المتصفح، ثم إختر “Properties”. سيظهر لك العرض ضرب الطول في خانة الأبعاد أو ”Dimensions”. أما لو كانت الصورة على حاسوبك، فيكفي أن تضع مؤشر الفأرة فوقها لتظهر نافذة صغيرة تُظهر أبعاد الصورة.
يمكنك من خلال هذا الجدول أن تعرف قياس الصور بالإنش (inch) تبعا لمختلف أعداد الميغابيكسل.
قد تصادف و أن تقرأ أرقاما بملايين البيكسل كما في الصورة التالية. لعلي لم أخبرك بالمعادلة التالية: واحد ميغابيكسل = واحد ملايين بيكسل. لذلك لا تخلط بين الميغابيكسل و البيكسل. و يمكنك أن تستنتج أن 3 ملايين بيكسل تساوي 3 ميغابيكسل. كما أنه يمكنك أن ترجع إلى الجدول السابق و تضرب 2464 بـ 1632 لتكتشف أن المجموع سيكون حوالي 3 ملايين بيكسل (أي 3 ميغابيكسل).
لنتفق على بعض الأمور بعيدا عن معمعة الأرقام و الجداول و الحسابات. لعلك تسأل أي عدد ميغابيكسل أختار لدى إقدامي على شراء كاميرا رقمية؟ دعني أساعد لمعرفة ما يناسبك.
أي كاميرا أشتري؟ 1- إن كنت تنوي شراء الكاميرا لتلتقط صورا تود طباعتها بقياسات كبيرة - كصور المرشحين للإنتخابات مثلا - فعليك بلا شك أن تختار كاميرا بمستوى عال من الميغابيكلس – قُل ثمانية و ما فوق.
2- لإقتناء كاميرا هدفها فقط إلتقاط صور شخصية للعائلة و للطبيعة، لن تحتاج لأكثر من 3 أو 5 ميغابيكسل. رغم هذا، ستجد أن صورا بهذه القياسات تكون أبعادها أكبر من شاشة الحاسوب، وستكون مضطرا لتصغيرها أو قصّها بإستخدام أدوبي الفوتوشوب (Adobe Photoshop) أو أي برنامج شبيه. لكن قياسها الكبير سيكون مناسبها في حال أردت طباعتها أو تظهيرها في محلات التصوير.
3- لإلتقاط صور فوتوغرافية لإستخدامها في مراسلاتك على الإنترنت أو في مدونتك، لن تحتاج لأكثر من 2 أو 3 ميغابيكسل. لاحظ أنه حتى الصور التي تلتقطها بمستوى 3 ميغابيكسل لهكذا غرض ستجد نفسك مضطرا لتصغير قياساتها لأنها ستبدو كبيرة جدا على شاشة 17 إنش.
ورغم أن كاميرتي بمستوى 12 ميغابيكسل، فإنها تسمح لي كغيرها من الكاميرات أن أختار حجم الميغابيكسل الذي أريد استخدامه أثنار التصوير. ويبقى الاختيار لك في هذا الشأن، أما أنا فافضل أن أصوّر بـ 12 ميغابيكسل لأنها تساعدني على قص الأجزاء التي أريد من الصورة دون أن تفقد التفاصيل.
الميغابيكسل و حجم الصور هنا أعرج، بمناسبة ذكر الحجم، إلى علاقة الميغابيكسل بحجم الصور (التي تُقاس بالكيلوبايت أو الميغابايت). لا شك أنه كلما زاد قياس الصورة، زاد حجمها. لكن هذا ليس هو المعيار دائما. سأطلب منكم الرجوع للتجربة التي تكلمت عنها في الأعلى. سأضيف للنتائج التي خرجنا بها خيارا ثالثا:
3- حجم صورة الكاميرا أكبر من حجم صورة الموبايل.
ما دام قياس الصورتين متطابق فلماذا كان الحجم مختلفا؟ هذا السؤال يقتضي توضيح بعض الأمور المتعلقة بحجم الصور. فالحجم يعكس كمية “المعلومات” الموجودة في الصورة. و لكي لا أدخل في تفاصيل، أكتفي بقول “معلومات” و يمكن فهمها إن شئتم على أنها “التفاصيل”.
إذن جودة الصورة - المتمثلة بالتفاصيل التي تحتويها - لا علاقة لعدد الميغابيكسل فيها. إنما هناك عوامل عديدة تشترك في تحديدها، لكنني أترك الحديث عنها لمرة قادمة أفصّل فيها المعلومات أكثر بإذن الله. أرجو أن أكون أفدتكم.
يسعدني أن أجيب عن أي سؤال على قدر معلوماتي أو أن أسمع أي تعليق.